مواقع طبيعية جديدة أضيفت على قائمة التراث العالمي من بينها أول موقع يدرج للتشاد على القائمة.
مناجم الفحم الحجري في والونيا- بلجيكا
تمتد على مساحة بطول مئة وسبعين كيلومترًا، وعرض بين ثلاثة كيلومترات وخمسة عشر كيلومترًا، من شرق بلجيكا إلى غربها. ويضم المكان أفضل مناجم الفحم الحجري في بلجيكا، والتي تعود إلى حقبة تمتد من أوائل القرن التاسع عشر إلى النصف الثاني من القرن العشرين، فضلاً عن نماذج للعمارة «المثالية» التي اصطبغت بها بداية الحقبة الصناعية في أوروبا، كإطار مجمع صناعي وحضري متكامل إلى حد كبير، بما في ذلك منطقة «غران هورنو» لاستخراج الفحم، ومدينة العمال التي صممها المهندس المعماري برونو رونار في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وتشمل منطقة «بوا دو لوك» عدة أبنية تم تشييدها قبل أكثر من قرن ونصف القرن، فضلاً عن أحد أقدم مناجم الفحم في أوروبا، والذي يعود تاريخه إلى نهاية القرن السابع عشر. كما ضمت منطقة والونيا قديمًا مئات مناجم الفحم، إلا أن معظم هذه المنشآت فقدت بناها الأساسية، ولكن الكثير من سمات مناجم الفحم وخصائصها الأربع التي يشملها المكان ظلت على حالها.
موقع الحفريات في
شنغجيانغ- الصين
يقع في مقاطعة «يونّان» الصينية، ويمتد على مساحة 512 هكتارًا في منطقة شديدة الانحدار، ويحتوي على أوسع مجموعة من الأحياء البحرية المتحجرة التي تعود إلى أوائل العصر الكمبري. وقد عُثر في الموقع على أعداد من الحفريات الحيوانية التي حُفظت بصورة متميزة، حيث تبرز فيها بوضوح أنسجة صلبة ولينة تعود إلى مجموعة متنوعة جدًا من الكائنات اللافقارية والفقارية. وتشهد هذه الحفريات على تكوّن نظام إيكولوجي بحري معقد تطور منذ أقدم العصور، كما يتضمن الموقع حفريات لما لا يقل عن مئة وستين شعبة من الكائنات الحية ولمجموعات من الكائنات الغريبة، بالإضافة إلى 196 نوعًا من أنواع الحيوانات تشكل جميعها دليلاً استثنائيًا على التنوع السريع الذي شهدته الحياة على الأرض قبل 530 مليون سنة، وهي فترة برزت فيها أغلبية أنواع الحيوانات التي نعرفها اليوم. ويقدم هذا الموقع فرصة مهمة جدًا لإجراء البحوث العلمية بشأن الحياة قبل التاريخ.
بحيرات أونيانغا- تشاد
في منطقة إنيدي بالصحراء الكبرى بتشاد، وعلى مساحة تبلغ 62808 هكتارات، تقع ثمان عشرة بحيرة مترابطة. ويُعد الموقع أكبر مجمع لبحيرات تقع في منطقة شديدة الجفاف في العالم، وتعد بيئة طبيعية ذات قيمة استثنائية، حيث تتميز بجمالها الأخاذ وألوانها الجميلة، إلى جانب ما تشمله من أشكال رائعة. وتتغذى هذه البحيرات التي تختلف نوعية مياهها من عذبة إلى مالحة إلى شديدة الملوحة من طبقات المياه الجوفية، وهي تنقسم إلى مجموعتين تفصل فيما بينهما مسافة أربعين كيلومترًا.
وتشمل مجموعة «أونيانغا كبير» أربع بحيرات أكبرها بحيرة «يوان» التي تغطي مساحة 358 هكتارًا، وبعمق يصل إلى سبعة وعشرين مترًا. كما أن مياه بحيرة يوان شديدة الملوحة، وبالتالي فهي لا تحتوي إلا على طحالب وبعض الكائنات المجهرية. أما المجموعة الثانية، وهي «أونيانغا سيرير»، فتشمل أربع عشرة بحيرة تفصل فيما بينها كثبان رملية، وتغطي نباتات القصب العائمة نصف مساحة هذه البحيرات تقريبًا، الأمر الذي يخفف من تبخر المياه. وتُعد بحيرة تيلي أكبر البحيرات الأربع عشرة المذكورة، حيث تبلغ مساحتها 436 هكتارًا، ولكن عمقها يقل عن عشرة أمتار. وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من الأحياء المائية، ومنها الأسماك بوجه خاص، يعيش في هذه البحيرات نظرًا لعذوبة مياهها.
موقع سنغا المشترك
بين ثلاث دول
في حوض الكونغو الذي يشكل حلقة وصل بين الكاميرون وجمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى شمال القارة السمراء يقع موقع «سنغا»، ويشمل ثلاث حدائق وطنية متجاورة تزيد مساحتها الإجمالية على 750.000 هكتار، والتي لم تتأثر بالنشاط البشري في معظم أجزائها. ويتميز الموقع بمجموعة واسعة من النظم الإيكولوجية الخاصة بالغابات الاستوائية الرطبة، وبأعداد كبيرة من أنواع النباتات والحيوانات، كتمساح النيل وسمكة النمر العملاقة المفترسة.
وتوجد في الغابات عدة نباتات عشبية فريدة، كما يؤوي موقع سنغا أعدادًا كبيرة من فيلة الغابة وغوريلا الأراضي المنخفضة الغربية المهددة بالانقراض. وقد شكلت هذه البيئة ضمانة لاستمرارية العمليات الإيكولوجية وعمليات التطور على نطاق واسع، وأتاحت الحفاظ على التنوع البيولوجي الكبير للموقع الذي تعيش فيه أنواع عديدة من الحيوانات المهددة بالانقراض.